غزة/ سماح المبحوح:
كالسرطان تسارع حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة الخطى لبناء وشرعنة بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، على حساب أراضي ومنازل المواطنين، حيث باتت تلتهم أكثر من 20% من مساحة أراضي الضفة ما يهدد الجغرافيا الفلسطينية والبيئة الرعوية والزراعية.
وشددت على أن «تأكيد مجرم الحرب نتنياهو أنه في مهمة تاريخية وروحية لتحقيق هذه الرؤية الشيطانية والإجرامية، هو تجسيد لحالة الجنون والهذيان التي تحكم سلوكه مع الزمرة المتطرفة الحاكمة، والتي تقود حرب إبادة وتجويع وحشية ضد شعبنا في غزة، وتسعى لتوسيع عدوانها ضد دول المنطقة».
وأكدت أن هذه التصريحات الفاشية تستدعي مواقف عربية واضحة، وفي مقدمتها اتخاذ خطوات جادة لدعم صمود شعبنا في فلسطين، وإسناد شعبنا في قطاع غزة، وقطع العلاقات وسحب السفراء مع هذا الاحتلال، ووقف كل خطوات التطبيع المهينة، والتوحُّد خلف خيار مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته.
مشروع توراتي تصفوي
ومن جهتها، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، مساء الاربعاء، أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يسمى «إسرائيل الكبرى» ليست مجرد موقف سياسي، بل إعلان صريح عن مشروع توراتي استعماري تصفوي، يهدف إلى شطب القضية الفلسطينية من الوجود، وابتلاع الأرض، وتهجير الشعب.
وقالت حركة فتح، في تصريح صادر عن الناطق باسمها عبد الفتاح دولة، إن هدف التصريحات فرض واقع من الحرب الدائمة والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، بما يشكل خطرًا داهمًا على فلسطين والمنطقة بأسرها.
وأضافت أن «هذه الرؤية التوسعية العدوانية تمثل استباحة فاضحة لسيادة الدول العربية وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، وتحديًا سافرًا للقانون الدولي ولإرادة المجتمع الدولي، ونسفًا كاملًا لكل الجهود السياسية والدبلوماسية الساعية لتحقيق السلام العادل على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين».
وحذرت فتح من أن «استمرار هذه العقلية الفاشية المتطرفة في حكم دولة الاحتلال سيقود المنطقة إلى حرب شاملة وفوضى مدمرة، وأن السكوت عن هذه السياسات يعني تشجيع الاحتلال على المضي في مشروعه التوسعي على حساب دماء الشعوب وأمنها واستقرارها».
نايا توسعية خبيثة
من ناحيتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ما يسمى بـ»رؤية إسرائيل الكبرى» تكشف النوايا التوسعية الخبيثة للكيان الصهيوني، التي تستهدف فلسطين وكافة الدول العربية المحيطة، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي واستقرار المنطقة.
وقالت الجبهة في بيان لها إن ما يجري على الأرض من حرب إبادة في قطاع غزة، وتوسع استيطاني في الضفة المحتلة، واعتداءات متكررة على لبنان وسوريا واليمن، وتهديدات لمصر والأردن، يعكس سعي الاحتلال لتنفيذ أجندة استعمارية طويلة الأمد مدعومة بضوء أخضر أمريكي، بهدف فرض وقائع جديدة على الأرض على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والأمة العربية.
وأوضحت أن استهداف مصر بشكل خاص يأتي في إطار محاولة الاحتلال إضعاف الجيش المصري وعرقلة دوره في حماية الأمن القومي العربي، خاصة في ظل موقف القاهرة الرافض لمخططات التهجير من غزة، معتبرة ذلك جزءًا من مساعٍ لقطع الطريق أمام أي نهوض أو تحرك عربي تقوده مصر.
وشددت الجبهة على أن التصدي لهذا المشروع يتطلب تضافر الجهود العربية ووقف الحرب على غزة كأولوية، والتوحد في مواجهة المخطط الصهيوني باستخدام مختلف أدوات الضغط المتاحة، انطلاقًا من امتلاك الأمة العربية للإمكانات التي تمكّنها من إفشال هذه المخططات ومنع الاعتداءات التي تستهدف استقرارها وحقوق شعوبها التاريخية.
كما أكدت حركة المجاهدين الفلسطينية أن تصريحات نتنياهو تعكس العقلية التوسعية للاحتلال التي تستهدف الأمة العربية بأكملها، داعية الجماهير وقوى الأمة إلى رص الصفوف وتصعيد المواجهة مع العدو.
ومساء الاربعاء، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة «i24» العبرية إنه «مرتبط ومرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى»، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان يشعر بأنه «في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي».
وتشمل «إسرائيل الكبرى» بحسب المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
ووفق «تايمز أوف إسرائيل»، استخدمت عبارة «إسرائيل الكبرى» بعد حرب 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية.
وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت ترتكب «إسرائيل» وبدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 قتيلا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصا، بينهم 103 أطفال.


التعليقات : 0